حكم الزاني المحصن

[المقاتل المصري]

السلام عليكم و رحمة الله

ما هو حكم الزاني المحصن؟

[ابو محمد العاملي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حكم الزاني الرجم اذا تحققت شروط الاحصان بأن يكون لديه زوجة ويتمكن من الاتصال بها وقت يشاء
بمعنى ان لا يكون مسجونا او تكون بعيدة او ما شابه ذلك

[المقاتل المصري]

شكرا لك على الرد لكن من فضلك اين الدليل من القرأن الكريم حيث انه المصدر الاساسي للتشريع خاصة في الحدود؟

[ابو محمد العاملي]

السلام عليكم
تحديد الاحكام الشرعية له قواعده الخاصة التي يلجأ اليها الفقهاء استنادا الى الكتاب والسنة
وليست كل المسائل التفصيلية مذكورة بجزئياتها في القرآن الكريم ، وإن كانت بعض المسائل قد ذكرت بعض احكامها ولم تذكر جميع احكامها التي اختصت السنة المطهرة ببيانها التفصيلي.

[المقاتل المصري]

بل ذكرت في القرأن في سورة النور و الحكم هو الجلد فقط فأين الرجم في الأية؟

[ابو محمد العاملي]

السلام عليكم
الاية الكريمة التي وردت في سورة النور تبين حكم الزاني غير المحصن.
وأما حكم الرجم فمصدره السنة الشريفة إذ كما أشرت في جوابي السابق ليست كل الاحكام قد وردت بتفاصيلها في الكتاب العزيز

[المقاتل المصري]

و عليكم السلام و رحمة الله

الأية لم تقل ايضا بأن الجلد هو عقاب الزاني غير المحصن حتى نستنتج من السنة النبوية رجم الزاني المحصن و اذا اراد الله ذلك فلم لم يذكر ذلك؟
الأية جاءت بصورة مطلقة عن اي زاني و الاحتكام الى السنة يكون في حالة عدم وجود حكم بالقرأن و اذا قال القرأن ان الزاني (بدون ذكر محصن او غير محصن) يجلد 100 جلدة فمن اين استنتجنا انه محصن او غير محصن؟ اين الدليل؟

[ابو محمد العاملي]

السلام عليكم

وليست كل المسائل التفصيلية مذكورة بجزئياتها في القرآن الكريم ، وإن كانت بعض المسائل قد ذكرت بعض احكامها ولم تذكر جميع احكامها التي اختصت السنة المطهرة ببيانها التفصيلي.

ليست كل الاحكام قد وردت بتفاصيلها في الكتاب العزيز

أعيد لفت النظر الى ما كتبته في الاجوبة السابقة
وأشير هنا الى أن الكتاب العزيز لم يتكفل ببيان جميع الاحكام التفصيلية لنظام التشريع الاسلامي الذي يشمل العبادات والمعاملات بل ترك ذلك للسنة المطهرة
وأشير على سبيل المثال لا الحصر الى مسألة الصلاة فقد ورد في القرآن الكريم الامر بإقامة الصلاة من دلوك الشمس الى غسق الليل ولم يتحدث القرآن الكريم عن ركعات الصلاة وعددها، ولا عن كيفية الصلاة ..
لقد تحدث القرآن الكريم عن وجوب الصوم ووقته ولكن لم يتحدث عما يجب عنه الصوم واحكامه وتفاصيله وهكذا
لقد تحدث أيضا عن الحج وعن بعض عناوينه ولكن لم يتحدث عن تفاصيل احكامه.
ولو كان يمكن لنا الاكتفاء بالقرآن الكريم دون السنة المطهرة لقال النبي (ص) اني تارك فيكم كتاب الله فقط...
ولكننا نراه قد صرح بقوله: اني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وفي رواية اخرى كتاب الله وسنتي. والنتيجة واحدة على كلتا الروايتين.
آمل أن يكون قد اتضح الموضوع

[المقاتل المصري]

اوافقك لو لم يرد حد او عقوبة للزنا في القرأن و هو ما لم يحدث و لك ايضا ان تجيبني على هذه:
كيف يكون هناك نصف رجم او نصف موت؟
" وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (النساء، 25)

[ابو محمد العاملي]

السلام عليكم

ما ورد في القرآن الكريم من بيان للحدود هو لبعض الصور والحالات وليس لجميع الصور والوجوه.كما أشرت مرارا.

وقبل الحديث عما تدل عليه هذه الاية الكريمة أود أن اشير الى معنى كلمة الاحصان ( المحصنة ) هي في الاصل بمعنى المنع، وأما بالنسبة للمرأة والاحكام المتعلقة بها فلها أربع معاني:
المعنى الاول: المحصنة هي المتزوجة. كقوله تعالى( والمحصنات من النساء)
المعنى الثاني: المحصنة هي الحرة. كقوله تعالى( أن ينكح المحصنات المؤمنات..
المعنى الثالث: المحصنة هي العفيفة. كقوله تعالى ( والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب)( ان الذين يرمون المحصنات)
المعنى الرابع: المحصنة هي المسلمة.كقوله تعالى ( والمحصنات من المؤمنات)


نعود الى الاية الكريمة الاخيرة فإنها تتحدث عن الحكم الخاص بالعبيد( الاماء)

فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ
والحكم الفقهي للعبيد يختلف عن الحكم الخاص بالاحرار ، فعقوبة الأمة( العبدة) هي نصف عقوبة الحرة. كما هو الحال في العدة.

وكلمة المحصنات في الاية المذكورة
فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ
ليست بمعنى المحصنة ( المتزوجة ) والتي يختلف حكمها في الزنى عن العزباء، بل هي هنا بمعنى الحرة.
وبالتالي فإن الاية هنا تشير الى عقوبة الزنا لغير للامة غير المتزوجة ، حيث ان حكمها ان تجلد نصف ما تجلد المرأة الحرة.
وأما فيما يتعلق بعقوبة الرجم فلا تطبق على العبيد بل تطبق على الاحرار فقط

[المقاتل المصري]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ

هنا الامة احصنت فمن اين استقيت انها غير محصنة؟
ثانيا انت اوردت كذا معنى للمحصنة مع ان الحكم واحد و هو الرجم و المقصود به من تزوجت من قبل او متزوجة بالفعل
ثالثا القرأن في هذه الأية ليس بحاجة لمن يفسره بالسنة بطريقة مختلفة تصل الى الرجم!
الأية تقول اجلدوا الزاني و بدو ن تخصيص محصن او غير محصن اي ان الحكم مطلق
الجلد 100 جلدة
في حضور شهود
و بدون رأفة
ما هو الناقص هنا حتى نستكمل تفصيله من السنة النبوية؟ جميع الاركان متوافرة و لو حدث فلن يكون تغيير حكم صريح بحكم اخر!

وأما فيما يتعلق بعقوبة الرجم فلا تطبق على العبيد بل تطبق على الاحرار فقط

اين دليلك على هذه اخي الكريم؟

[ابو محمد العاملي]

السلام عليكم
تحديد الاحكام الشرعية له قواعده الخاصة التي يلجأ اليها الفقهاء استنادا الى الكتاب والسنة
وليست كل المسائل التفصيلية مذكورة بجزئياتها في القرآن الكريم ، وإن كانت بعض المسائل قد ذكرت بعض احكامها ولم تذكر جميع احكامها التي اختصت السنة المطهرة ببيانها التفصيلي

السلام عليكم
سبق وذكرت في الجواب السابق مصدر الحكم الشرعي في المسألة المذكورة

أما ما ورد عن الاية الكريمة

فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ

فكلمة أحصن في بداية الاية هي بمعنى : تزوجن، أو تعففن، حسب اختلاف القراء بين القراءة بالفتح ، او القراءة بالضم للهمزة .
والمحصنات : هي بمعنى الحرائر.
ومن ناحية العقوبة للأمة ( العبدة) فلا فرق في عقوبتها بين المتزوجة وغير المتزوجة، وهي الجلد خمسون جلدة باعتبار انها نصف عقوبة الحرة، وبما أن عقوبة الحرة المتزوجة هي الرجم وهو يعني الموت، وبما أنه لا يوجد
نصف موت فتبقى عقوبة الأمة المتزوجة هي الجلد خمسون جلدة.
بالطبع ان ما بين لنا هذه التفاصيل في الاحكام كما أشرت هو السيرة القطعية الثابتة

أما حول الفقرة الثالثة: فأقول : ليس القرآن مستغنيا عن السيرة، وليس صحيحا أن القرآن ليس بحاجة لمن يفسره بالسنة.

أما عن الفقرة الاخيرة فلم يعد له اعتبار بعدما بيناه من أن تفاصيل الاحكام ليست منفكة بين القرآن والسيرة.

نعم من أراد ان يناقش من جهة اخرى بأن يقول مثلا .. أننا لا نريد نأخذ الاحكام من السنة المطهرة او أننا نكتفي بما يرد في القرآن الكريم دون ان نرجع الى السنة المطهرة فهنا يذكرني قصة نشرتها في احد المواضيع السابقة
وهذا هو النص:
سأحكي لك قصة حصلت معي في أحد بلاد الاغتراب ، وكانت أحد الاسباب لتأليفي كتابا عنوانه ( رحلة في عالم الصلاة )

وتلك القصة حصلت عندما دخلت يوما إلى غرفة صديق في أحد الفنادق ، فوجدت شخصا في غرفته قائما يصلي ، جلست على المقعد الوحيد في الغرفة أنتظر عودة صديقي ،
وسرعان ما لفت نظري كيفية الصلاة التي يؤديها هذا الشخص: فبعد أن يكبر ويقرأ ويركع ويسجد ، يتشهد ويسلّم ليقف ويكبر لركعة جديدة ، وهكذا .

كان الوقت لصلاة العشاء وصرت أعد له الركعات حتى تجاوز المألوف واستمر ، واصبح عندي شوق لمعرفة ما يفعل ، ولماذا يصلي هكذا ، وبعد أن توقف لم يعد ببالي أن أسأله عن صديقي ، فسألته ماذا تصلي ؟ وأي فريضة هذه ؟ فقال : صلاة المغرب والعشاء ، قلت كم ركعة تصلي ؟ قال لا أعلم ، قلت وكيف تصلي هكذا إذن ؟ قال إني أصلي حسب رغبتي وطاقتي العدد الذي يحلو لي ، ولا ألتزم بما يقال عن أوقات للصلاة أو عدد للركعات ، وتابع معللا تصرفه هذا بتوجيه سؤال قائلا : هل يوجد في القرآن الكريم ما يدل على عدد ركعات كل فريضة؟ أنا لا أريد أن آخذ إلا من القرآن .

أدركت أن شخصية هذا الشاب مركبة من عدة تناقضات ، فهو يُعَدُّ من الطبقات المثقفة التي ابتعدت في بدء حياتها عن كل ما يمتُّ الى الدين بصلة لوهم تخيلته وزرع في أذهانها بأن الدين هو عنصر تخلف عن ركب الحضارة الحديثة الباهرة التي كانت تجتاح عالمنا العربي والإسلامي .

وها هو و بعد أن تهدم بنيان تلك الأحلام الموهومة التي راودت نفوس الشباب الطامحين يرى أن لا بد له من العودة الى ما ابتعد عنه ردحا من الزمن ، ولكن الكثير من المفاهيم والأفكار عن الإلتـزام الديني لا تزال عالقة بذهنه وبالتالي فانه يريد أن يوفق بين هذه الأفكار وبين رغبته بالخروج من دائرة الإحباط .


والسلام

[المقاتل المصري]

اخي الكريم السلام عليكم

لنبدأ واحدة واحدة و بالتدريج حتى لا تحدث تقاطعات و نتوه من بعض
من هو الذي يرجم اذا زنا؟
الاجابة هي الزاني المحصن
من هو المحصن؟
اترك لك الاجابة و استكمل بعدك، اتفقنا؟

اما بالنسبة لهذه القصة فأنت تقصد القرأنيين و انا لا اتكلم بكلامهم فهم يرفضون السنة النبوية تماما بينما انا ما اتحدث عنه هو اتفاقها و اختلافها مع تعاليم القرأن، ليس انكارا ان الرسول الاكرم فعل ذلك و انا انكر عليه بل أنه لم يفعل ذلك و حدث خلط او خطأ او تزوير متعمد في الرواية و هذا حديث اخر نستكمله فيما بعد

تحياتي

[ابو محمد العاملي]

السلام عليكم

تعريف المحصن والمحصنة في الشريعة هو:
المحصن: هو حرُّ مكلف مسلم وطئ بنكاح صحيح ، أي له فرج يغدو عليه و يروح و يغلق عليه بابه و يغنيه عن الزنا، و المحصنة: من كان لها زوج محصن.

وهو من يُحكم عليه بالرجم حال الزنا

أما المسلم (العبد )أو المسلمة (العبدة) أي ( الرق) ، أو غير المكلف كالمجنون أو المجنونة مثلا، أو من ليست زوجته عنده ، أو ليس متمكنا منها، أو أن عقده ليس دائما، فلا يعتبر محصنا.

[المقاتل المصري]

و عليكم السلام و رحمة الله اخي الكريم

اذاً المحصن او المحصنة هم المتزوجون اللذين اذا زنوا يحق عليهم الرجم حتى الموت من تفسيرك لمعنى الكلمة

حسنا نقرأ معا الأيات التالية:
" وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " (النساء، 25)

هنا يقول الله للمؤمنين انهم اذا لم يستطيعوا ان ينكحوا المحصنات المؤمنات فعليهم بالفتيات المؤمنات و من تفسيرك ان المحصنات هم المتزوجات فهل يستطيع المؤمن ان يتزوج محصنة اي متزوجة بالاصل؟

و للتأكيد اكثر:
" وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " (النور، 4)
فلو على تعريفك للمحصنات على انهم متزوجات اذاً اذا قذف شخص ما الغير محصنة او الغير متزوجة حسب تعريفك لا يوجد عليه حد لأنها غير محصنة؟

دليل اخر:
" وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " (التحريم، 12)
لو على تفسيرك ايضا فمعنى هذا ان مريم عليها السلام قد تزوجت من قبل!!


هل ما زلت متأكدا ان المحصن او المحصنة يعني المتزوجون ام ان المعنى الصحيح هو العفيف او العفيفة الأحرار حسب فهمي للأيات؟