إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رسائل حُب ٍ لا تنتهي ...

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    (37)

    قال لها : ما هو اعمق نص قرأته لكاتب ؟!
    قالت لهُ: نصٌ لجبران ، يسبر اغوار الحياة ، ليخرج لنا بدرة حقيقة بعيدا عن زبدها .
    قال لها : وما هذا النص ؟!
    قالت لهُ :
    " لا تصادق أنصاف الأصدقاء، ولا تقرأ لأنصاف الموهوبين، ولا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت، ولا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، ولا تحلم نصف حلم، وتتعلق بنصف أمل.
    إذا صمت فاصمت حتى النهاية، وإذا تكلمت تكلم حتى النهاية، لا تصمت كي تتكلم، ولا تتكلم كي تصمت.
    إذا رضيت فعبر عن رضاك، لا تصطنع نصف رضا، وإذا رفضت فعبر عن رفضك؛ لأن نصف الرفض قبول.
    النصف هو حياة لم تعشها، وهو كلمة لم تقلها، وهو ابتسامة أجّلتها، وهو حب لم تصل إليه، وهو صداقة لم تعرفها.
    النصف هو ما يجعلك غريبا عن أقرب الناس إليك، وهو ما يجعل أقرب الناس إليك غرباء، النصف هو أن تصل .. وأن لا تصل، أن تعمل .. وأن لا تعمل، أن تغيب .. وأن تحضر.
    النصف هو أنت عندما لا تكون أنت؛ لأنك لم تعرف من أنت، النصف هو أن لا تعرف من أنت .. من تحب ليس نصفك الآخر ... هو أنت في مكان آخر في الوقت نفسه !!!
    نصف شربة لن تروي ظمأك، ونصف وجبة لن تشبع جوعك، نصف طريق لن يوصلك إلى أيّ مكان، ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة.
    النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز؛ لأنك لست نصف إنسان .. أنت إنسان .. وجدت كي تعيش الحياة . وليس كي تعيش نصف حياة!!"

    تعليق


    • #47
      (38)

      قالت لهُ : هل الله خلق الشر ؟!
      قال لها : الله لم يخلق الشر ، فما موجود في هذا الكون هو حالة غياب الخير فنقول ان هذا شر .
      قالت لهُ : الحزن ، والالم ، والمصيبة والبلاء ، هل هذا خير ؟!
      قال لها :ما يتم ظنه ان هناك حوادث غير منتظمة أو ضارّة مدمّرة فإنّما هو ناشئ من نظرة الإنسان إلى الكون من خلال نفسه ومصالحها، ، وجعلها محوراً وملاكاً لتقييم هذه الأُمور، ويتجاهل غير نفسه في العالم، ولو نظر إليها من هذا المنظار العام لانقلبت إلى الخير والصلاح.
      قالت لهُ : واين الخير والصلاح فيها ؟!
      قال لها
      : انما فيها الخير والصلاح (( فَعَسَى أَن تَكرَهوا شَيئاً وَيَجعَلَ اللَّه فِيهِ خَيراً كَثيراً )) فما نظنه نحن مصيبة وبلاء ، انما قد يكون ما فيه صلاحنا وخيرنا ، ولكن لا ندركه بسبب نظرتنا السطحية للامور ، او لرغبتنا الشديدة في الحصول عليها لأننا نظن ان فيها خيرنا وصلاحنا .
      بالاضافة الى ان بعض المصائب تكون ذات قيمة تربوية فهي كجرس منبه ليتذكر الانسان ربه بعد ان ينغمس في الحياة وزينتها ويرجع اليه يقول تعالى : (( وَمَا أَرسَلنَا في قَريَة من نَبيّ إلاَّ أَخَذنَا أَهلَهَا بالبَأسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهم يَضَّرَّعونَ )) ويقول (( وَلَقَد أَخَذنَا آلَ فرعَونَ بالسّنينَ وَنَقص منَ الثَّمَرَات لَعَلَّهم يَذَّكَّروُن )) .
      نظر اليها ، نظرة عطف وشفقة وابتسم لها وقال : كيف تعرفين قيمة الورد ؟!
      قالت لهُ : لا ادري ..
      قال لها مُبتسما : لا تدرين ، اين فلسفتك ؟! من اكلها ؟!
      قالت لهُ : لا ادري ..
      قال لها مبتسما : اذن سأستغل تواضعك .. أنّ بقاء الحياة على نمط واحد يوجب أن لا تتجلّى الحياة لذيذة محبوبة، وهذا بخلاف ما إذا تراوحت بين المرّ والحلو، والجميل والقبيح، فلا يمكن معرفة السلامة إلاّ بالوقوف على العيب، ولا على الصحّة إلاّ بلمس المرض، ولا على العافية إلاّ عند نزول البلاء، ولا تُدرك لذّة الحلاوة إلاّ بتذوّق المرارة ، ثم ان بعض المصائب والمحن هي ليس من الله سبحانه ، انما من ظلم الناس لبعضهم البعض ولو كانوا يتعاملون بالقيم الالهية في ما بينهم لما كان هناك فساد ومحن ومصائب .
      واضاف .. البرد غير موجود ، البرد هو عدم وجود الدفء ، وأيضا الظلام لا يوجد ، فالظلام هو عدم وجود النور ، فالاصل هو الدفء والنور .
      واكمل .. والحزن هو عدم وجود الابتسامة فأبتسمي يا صغيرتي .

      تعليق


      • #48
        (39)
        قال لها يا صغيرتي : ما الذي يجعلك تتنفسين الحياة ؟!
        قالت لهُ : اولئك القلة الذين يمشون في مواكب الحياة ، الذين لا يلتفت اليهم احد ، الا من عرف قيمتهم .
        قال لها : لا تعتمدي على انفاسٍ قليلة تكاد ان تكون غير مرئية!
        قالت لهُ : قليلٌ نقي ، خيرٌ من كثير ملوث .
        قال لها : اولئك نادرون ؟!
        قالت لهُ : ولأنهم نادرون فلا نظن ان الحياة تُلقي بهم على سطحها ، ابدا بل هم كالذهب والالماس ، لا يكتشفهم الا من عرف قيمتهم ، ولا يحتفظ بهم الا من يعرف قيمتهم ايضا .
        قال لها : قد يكونوا غير موجودين ؟!
        قالت لهُ : بل موجودين ، ولكن ايجادهم يعتمد على همة الناس في ايجادهم ،فهناك من يبحث عن الاشخاص الجيدون ، وهناك من يبحث عن الازواج الجيدون ، وهناك من يبحث عن الاسرة السعيدة ، وهناك من يبحث عن الاطفال الجيدون ، فكل جيد يحتاج الى توكل ودعاء وتوفيق من الله . .
        قال لها : الحياة قاسية لا يمكن العيش على القليل .
        قالت لهُ : ولأن الحياة قاسية ، لا يمكن العيش على الكثير الملوث ، فالانقياء وحدهم يمكنهم تجاوز الحياة وازاماتها بقلوبهم الطاهرة لأن عين السماء ترعاهم، فمطبات الحياة كثيرة ولا اجمل من يد الله تحتوي المرء لأنتشاله منها . .
        قال لها وهو ينظر اليها نظرة حانية : دعائي وأمنيتي لك ان تستمري ، ان تستمري بكونك الشخص الذي انت عليه ، ان تذهلي العالم القاسي بأفعالك الطيبة ، ولكن بشرط ان تستمري بالسماح للفكاهة بان تخفف الحمل عن قلبك الرقيق يا صغيرتي .

        تعليق


        • #49
          (4)

          قال لها : بعض النساء سيئات ؟!
          قالت لهُ : لا ارضى ان تتكلم عن النساء وان كن سيئات ؟!
          قال لها ضاحكاً : ولما يا متعصبة !
          قالت لهُ : بمنتهى البساطة لأن هناك بعض الرجال سيئون ، فهذه الصفة موجودة فيهم ايضا ، وليس حكرا على النساء !
          قال لها : اذن تعادلنا !
          قالت لهُ مبتسمة : ابدا لم نتعادل فوراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ، ووراء كل رجل عظيم من الممكن ان تكون امرأة سيئة ، اما الرجال السيئون لا شيء وراهم الا السيء .
          قال لها ضاحكا : وكيف ذلك يا فيلسوفة زمانك ، والنظرة المقلوبة .
          قالت لهُ : حول وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة لا اجد افضل من ذكر والدة الشيخ الانصاري ( قدس سره ):
          حيث قيل لها ان ولدك بلغ درجة عالية من العلم والتقوى ونال رتبة الزعامة الدينية العليا في العالم .
          فقالت : لا عجب فقد كنت اتمنى له درجة اعلى من ذلك ، لانني ما رضعته مرة الا وانا على وضوء حتى في تلك الليالي والايام الباردة القارسة اقوم اسبغ الوضوء ثم ارضعه وانا على الطهارة فلماذا لا يصبح اليوم ( الشيخ الانصاري ) ؟ !

          ولقد بكى المرجع الكبير اية الله العظمى الشيخ الانصاري كثيرا عند وفاة امه الصالحة حتى جاءه بعض اصحابه يحاولون منعه من البكاء الشديد بل ربما لامه بعض منهم ، فيقول له مرافقوه ايها المرجع : لا يجدر بك هذا البكاء على امك وانت صاحب مقام كبير عند الناس !!
          فيقول لهم : ان كان لي مقام كبير كما تقولون فانني حصلت عليه بفضل تربية امي هذه المؤمنة بالله الصابرة التي سهرت الليالي من اجلي ومستقبلي.

          اما وراء كل رجل عظيم امرأة سيئة ايضا هذا ما صرح به سقراط بنفسه .. قال يوماً يصف حياته معها : أنا مدين لهذه المرأة لولها ماتعلمت أن الحكمة في الصمت وأن السعادة في النوم .. الرجل مخلوق مسكين يقف محتاراً بين أن يتزوج أو أن يبقى عازباً وفي كلا الحالتين هو نادم ! كان صوتها يصل إلى مكان جلوسه مع تلاميذه وهي تشتمه وتهينه، وفي إحدى المرات كانت تناديه وهو مأخوذ بحديثه مع التلاميذ وفجأة انهمر الماء على رأسه بعد أن سكبت الجردل عليه ومسحه عن وجهه وأكمل يخاطب الحاضرين : بعد كل هذه الرعود لابد أن نتوقع هطول المطر.
          واضافت لهُ مبتسمة ..(المرأة نصف المجتمع، و مربيه النصف الاخر)
          قال لها ضاحكا : ونحن ايضا امام كل امرأة عظيمة رجل ؟!
          قالت لهُ مبتسمة : هذا واضح جدا ، كم انتم نرجسيون ، نحن قلنا وراء كل رجل عظيم امرأة ، ولكن انتم تقولون امام كل امرأة عظيمة رجل ، لما تعاملون انفسكم على انكم مخلوقات من الدرجة الاولى ؟!
          قال لها : الاسلام كرّمنا بهذا وبكل تواضع ..
          قالت لهُ : هو ليس تكريم وتفضيل ، وانما تكميل وادارة وتوزيع مهام بينهما ؟!
          قال لها : الرجل صاحب العقل ، وهي ناقصة العقل ؟!
          قالت لهُ : اذا كان كذلك لما النساء الناقصات العقل يسرقن لب اصحاب العقول الكاملة ؟!
          قال لها : قيلت في القرآن كيدكن عظيم في حين وصف كيد الشيطان بالضعف ؟!
          قالت لهُ : لا تتهم القرآن بذلك ، لو رجعت للايات لرأيت إذن هذه الجملة حكيت في القرآن الكريم على لسان عزيز مصر ، وليس في الآية ما يدل على تقرير الله تعالى وتوكيده لهذه الجملة ولكن حكاه الله تعالى عنه ، اما في الآية التي ذكر فيها كيد الشيطان هي من قول الله تعالى غير محكي ، وأن كيد الشيطان المذكور في الآية مقابلاً لكيد الله تعالى ، فكان ضعيفاً بالنسبة إليه كما جاء في أول الآية { الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله و الذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا . } وبهذا لا يصح الإستدلال بالآية الكريمة على أن كيد النساء يفوق كيد سائر خلق الله ومن ضمنهم الشيطان .

          قال لها مبتسماً
          :كمل من الرجال كثيرون ، ولم يكمل من النساء الا اربع .
          قالت لهُ مبتسمة : انا اعطيناك الكوثر ، وفي التفسير انها فاطمة فنسل آل محمد من فاطمة وهم اوصياء الله وافضل خلقه .
          نظر اليها وقال مبتسماً :لا اريد ان اكون مثل سقراط ..
          قالت لهُ : كُن مثل اكرم زوج ممتاز محل ، والمهم تهديها تاج محل لعظمتها ..

          تعليق


          • #50
            (41)
            بدأ الثلج يتساقط ..
            فرك يديه مع ببعضمها لتدفئ..
            ثم فتح يديه ..
            لتستقبل حبات الثلج ..
            ثم ضمها ..
            ذهبَ اليها مسرعاً ..
            فتح كلتا يديه امامها ..
            فاذا بحبات الثلج لا وجود لها ..
            قد ذابت ..
            نظر اليها بتأمل وقال : لِما بعض البشر مثل حبات الثلج ،
            ما ان نظن اصبحوا قريبين منا ، واستطعنا ان نحتويهم ، فاذا بنا نتفاجئ ..
            نراهم قد اختفوا وتلاشوا من بين ايدينا .
            قالت لهُ : برأيك ما السبب هل بحبات الثلج ، اما بيديك ؟!
            قال لها : بحبات الثلج طبعاً .
            قالت لهُ : لا اظن ذلك ؟!
            قال لها : وكيف يا فيلسوفة زمانك ؟!
            فتحت يديها امامه وقالت لهُ : انظر حبات الثلج لا زالت في يدي ..
            قال لها : وكيف حدث هذا ؟!
            قالت لهُ : لأني لم افرك يدي ، بل جعلت يدي تتحمل صقيع البرد ، فالدفئ لا يناسب حبات الثلج ، انما البرد ، وهكذا بعض البشر ايضا ، ليست كُل الايادي قادرة ان تحتويهم لأنهم يتعاملون مع الاخرين بطبيعتهم ويرون الاخرين بعينهم ، لا يتكلفوا عناء البحث عن طبيعة الاخرين ، او ينظروا من خلال عيونهم ،او يبذلوا جهداً حقيقي في المحافظة عليهم ، بل بعضهم يكونوا سعداء في اشعال ايديهم ناراً لأحراق الاخرين ، ليتمتعوا بمنظر احتراقهم امام اعينهم ..
            قال لها : الزمان قاسي قد يُعلّم المرء هذه التصرفات ؟!
            قالت لهُ :
            نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا
            وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
            وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ
            وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا
            وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ
            وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا
            ابتسم لها وقال : سوف احاول .. فرك يديه بقوة ..
            قاطعته حزينة وقالت لهُ : ماذا تفعل .. ستحرقها ..
            ابتسم لها وقال : كنتُ امزح معك ، احببتُ ان ارى البراءة في عينيك وكيف لا تتحملين ذوبان حبات الثلج بين يدي ..

            تعليق


            • #51
              (42)

              قال لها : تعتقدين انكِ تستطيعين تغيير العالم ؟! اراكِ تُضيعين وقتك ؟!
              قالت لهُ : الكثير من الناس غَرقَى في بحر الحياة ، ما علينا الا ان نرمي بطوق النجاة ، وبالطبع لن يمسك به الا من يُريد ان يساعد نفسه في ان لا يغرق فيها ، ولكن اذا لم يكن هناك طوق نجاة ، فالكل يغرق .
              قال لها : هناك قلوب كالحجارة لا ينفع معها ؟!
              قالت لهُ : لا يمنع ذلك من اداء الوعظ والارشاد ، لعل من تلك القلوب ما يلين ، فهذا الامام الحُسين ، ادى تكليفه في جمع يتألف من 30 الف مقاتل ، فما كان لهُ من وعظه الا الحُر الرياحي ، فقال لهُ : هل لي من توبة ؟! فلا يجب ان نيأس او نُدخل الناس في اليأس ، فلا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون .
              قال لها : هناك قلوب كالجلمود ؟! ما تنثرينه من نصح يذهب هباء ؟!
              قالت لهُ : ـ يقول احد العارفين ( لا تعيبوا على احد حتى في قلوبكم وان كان كافرا فلعل نور فطرته يهديه ويقودكم تقبيحكم ولومكم هذا الى سوء العاقبة)
              قال لها : هذا يحتاج الى صبر وهمة ..
              قالت لهُ والحزن صبغ ملامحها : نعم ، واستغرب من اولئك الذين ينصحون الناس يوما وليلة ، ثم يقولون لا فائدة تُرجى ويستشهدون بقول الله تعالى " قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ) وهذه الايات من سورة نوح حيث استمرت دعوة النبي نوح لقومه (950) سنة لاقى فيها شتى أنواع العذاب والتنكيل من قومه ومن أقرب الناس له ألا وهم زوجته وابنه وما صعد معه في السفينة رغم هذه المدة الا (80) نفرا ، عن الامام الرضا انه قال : لما هبط نوح الى الارض كان نوح وولده ومن تبعه ثمانين نفسا ، فبنى حيث نزل قرية فسماها قرية الثمانين .
              قال لها : ولكن هناك من يصمّ قلبه عن الاستماع ؟!
              قالت لهُ : ذكر الله يفتح قلبه ؟!
              قال لها : وكيف ؟!
              قالت لهُ : جاء في حكمة آل داود ( ذكّر عبادي نعمائي واحساني اليهم وحببني اليهم فأنهم لا يحبون الا من احسن اليهم ) .
              قال لها : ولكن الله يكره العاصين ، اليس من الواجب ان نكرههم ايضا ؟!
              قالت لهُ : ابدا من اين اتيت بهذا ؟!
              جاء في ارشاد القلوب ان الله تعالى انزل في بعض كتبه : ( عبدي ! انا ـ وحقي ـ لكَ مُحب ، فبحقي عليك كُن لي محباً ) الله يحب عباده ، ويقسم بحقه عليهم ـ وهو والله قسمٌ عظيم ـ ان يحبوه ، وحبه في طاعته وتجنب معصيته .
              قال لها : وهل الله يُمحي عنهم المعاصي ؟!
              قالت لهُ : جاء في زبر داود ( يا داود ! اسمع مني ما اقول : ـ والحق اقول ـ من اتاني مستحيياً من المعاصي التي عصاني بها ، غفرتها لهُ ، وانسيتها حافظيه )
              قال لها : اذا كان الله بالعاصي هكذا يتعامل ، كيف يتعامل مع من يُخطئ ؟!
              قالت لهُ : لا يوجد عبداً لا يخطأ ولهذا وردَ ( ما ادمي الا وله ذنوب ولكن من كانت غريزته العقل وسجيته اليقين لم تضره الذنوب لأنه كلما اذنب ذنبا تاب واستغفر وندم فتكفر ذنوبه ويبقى له فضل يدخل به الجنة) لهذا على العبد ان يستغفر وان لا يوسوس له الشيطان انهُ لا فائدة من التوبة والرجوع الى الله سبحانه .
              قال لها مُبتسما : الذي زرعته في روح كل شخص سينبت.

              تعليق


              • #52
                (44)
                قال لها مُبتسماً : ما اجمل صمت الرجل ، وكم هو مُزعج ثرثرة النساء ، فوق وجع الرأس يسببن خسائر مادية ، فلابد ان يكون بقربك دواء تشربه لتقلل من الصداع الذي يغزو رأسك عندما يتكلمن .
                قالت لهُ : ومن اين اتيت بفكرة ان النساء ثرثارات ، والرجال صامتون ؟!
                قال لها : دراسات اقليمية ومحلية وعالمية تقول ان الرَجُل يتحدث فقط 7000 كلمة تقريبا في اليوم الواحد ، في حين المرأة تتحدث مضاعف ذلك 21000 في اليوم الواحد .
                قالت لهُ مُبتسمة: في كل المقالات التي اقرأها اجدهم يستشهدون بهذه الدراسة ، وها انت ايضا تذكرها ، في حين هل تعلم ان هذه المعلومة غير صحيحة ؟!
                قال لها : وكيف ذلك ؟!
                قالت لهُ : هل تعلم ان هذه المعلومة ومن خلال دراسة قامت بها باحثة ونشرت في عام 2016 ، ان هذه المعلومة والتي تقول ان الرجال يتحدثون 7000 كلمة ، في حين النساء 20 الف كلمة في اليوم الواحد ما هي الا معلومة ذكرت في كتاب ( غلاف دماغ المراة ) ( The Female Brain) وهذا الكتاب يعود الى طبيبية نفسية وعصبية من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وهي لوان بريزيندين (Louann Brizendine ) ونشر عام 2006 ، وبعدما تم الاطلاع على هذه المعلومة من المتخصصين تم سؤال البروفسور مارك ليبرمان (Mark liebermann) وهو بروفسور في علم اللغات في جامعة بينسلفانيا ، وعندما سأل الطبيبة لوان عن المعلومة الموجودة في الكتاب ، لم تجد لها مصدر ووعدته ان تحذف هذه الاحصائية من طبعات الكتب في المستقبل ، وقام مارك بتقصي اكثر حول اثر هذا المصدر ، ولكن ايضا لم يجد شيء الا احصائية مذكورة في كُتيب ارشادات عن الزواج نشر عام 1993 وهو ليس مقياسا للدليل العلمي .
                قال لها وهو يضحك: اسأل مُجرب ولا تسأل حكيم ، هل تقنعيني بدراسة علمية والواقع وما نشاهده ؟!
                قالت لهُ مبتسمة : الواقع يوافق العلم ، ذكرت الباحثة ان القياس في الحديث يكون في حورات الحياة التي يتحدث فيها الرجال والنساء بشكل عام وبمختلف الاماكن ونوع الحوارات واهميتها ، وبما ان دراسة حوارات الحياة الحقيقة صعبة ، لذلك قام عالم النفس جيمز بينبيكر ( Pennebaker ) من جامعة تكساس بتطوير جهاز يسجل 30 ثانية من القصاصات الصوتية كل 12.5 دقيقة ونشر بحثه عام 2007 والذي اجراه على شريحة من رجال ونساء في الولايات المتحدة الامريكية والمكسيك ووجد ان النساء اللاتي اختيرن للدراسة بلفظ ما معدل 16.215 كلمة في حين الرجال 15.669 كلمة ، وهذا فارق قليل ، وغيرها من الدراسات التي ايدت ان الفارق ضئيل.
                قال لها : وهذا الفرق الضئيل ما سببه ؟!
                قالت لهُ : هناك نظريات يرجع ذلك الى اختلاف في تركيب الدماغ بين الرجل والمرأة في كيفية التحليل والتعامل مع المعلومات منها القدرة على الكلام عند النساء تقع على الجانب الأمامي من الجزء الايسر للدماغ وعلى جزء معين من الجانب الأيمن للدماغ. أما عند الرجل، فأن القدرة على الكلام ومنطقة اللغة تقع على الجانب الايسر فقط للدماغ من دون اي منطقة محددة. لذا، فأن جانبي الدماغ عند النساء تعملان سوية للكلام وهذا يجعل النساء أكثر كلاما من الرجال ، وهناك نظرية اخرى تقول ان الرجل يخزن المعلومات مباشرة ، اما النساء لا تخزن المعلومات مباشرة بل تبقى تدور في ادمغتهن ولا تتوقف حتى تتحدث النساء أو تعبر عنها .
                قال لها : ولا زال الضئيل كثير عند الرجال .
                قالت لهُ : اذن ليقدر الرجال كلام النساء ، كما عليهن ان يحترمن صمت الرجال .
                قال لها : هي ثرثرة ، غيبة ونميمة ، وحسد عيشة ، ومقارنة ، وليس كلام لنقدّره ؟!
                قالت لهُ : الرجل هو من يختار ( الثرثرة او الكلام )
                قال لها مبتسما : اُريد الكلام ، لا الثرثرة .

                تعليق


                • #53
                  (45)

                  قال لها : الهدوء ما هوَ ؟!
                  قالت لهُ : الهدوء ، هو ان تَسكن النفس ، يَسكن صوتها ..
                  ويبدأ رويدا ..رويدا ..
                  ينساب كالنهر الجاري اصوات الوجود .. الالحان الرقيقة .. بوح القلوب ..
                  فتجري رويدا .. رويدا في الروح ..
                  عزف النسيم مع تمايل الازهار ، جوقة العصافير ، وهمسات الماء ، وكلام الاشجار ..
                  ضحكات الاطفال .. اناشيدهم ..
                  ضحكات القلوب الطاهرة التي تنشد الحياة الرائعة بعيونٍ بريئة ..
                  ضحكات الوجوه البريئة تلك الوجوه التي رسم عليها الزمان خبرته ،
                  فيبوح لنا بحكايا الاجداد والاباء حيث الفطرة السليمة ..
                  قال لها : يكفي .. توقفي .. الى اين اخذتني ..
                  قالت لهُ : جاء دورك ، ما الهدوء عندك ؟!
                  قال لها : انتظري ..
                  قالت لهُ : مُخيف انتَ ماذا فعلت وجه جامد لا يحكي ما بداخله ؟!
                  بقى صامتاً ..
                  وزاد خوفها ..
                  وبقى صامتاً ..
                  وزاد خوفها اكثر ..
                  ثم ضحك وقال : سأقول لك ما الهدوء ؟!
                  قالت لهُ : ارعبتني لا اريد مثل هذا الهدوء ولا اريد هدوئك المُرعب هذا ؟!
                  قال لها : لا تخافي كنت امثل الدور قبل ان اقرأ لكِ النص
                  قالت لهُ : لا اُريد نصا مُرعب فيجعلك مُرعب ومخيف ..
                  قال لها : اُريد ان اخذك الى الارض لأنك دائما تُحلقين في السماء ، عليكِ يوماً ان تلمسي بجناحك الارض ..
                  قالت لهُ : دع عنك هذا الامر ، واقرا النص ..
                  قال لها : " البرود القاتل ، الهدوء في كل شيء ، وفي اصعب المواقف ، الصمت والاصغاء بهدوء ، وكثرة التفكير ..
                  الصمت رغم معرفة ادق التفاصيل ، التماسك الصلب والملامح الحادة القوية المستفزة ، الهدوء سيد كل شيء ، الهدوء يجعل الاخرين في حيرة من امرهم ، الهدوء يوصلك الى جميع ما ذكر ، الهدوء يوصلك الى القرار الصحيح ، وجه لا يترجم ما يدور بداخل صاحبه ، داخله بركان يغلي وخارجه رجل لم يحدث له اي شيء "
                  نظر اليها .. وقال : ما رأيك ..
                  قالت لهُ : لا ادري ..
                  قال لها : حسنا سأعيد التمثيل ، لعل الرعب يوقظك ..
                  قالت لهُ : ارجوك لا تفعل ستكون وحشا ..
                  قال لها : الهدوء ام الكلام افضل ..
                  قالت لهُ : كلاهما لغة ، ولكن لغة الكلام ابلغ واعمق ، بالكلمة ، لا الصمت كان الوجود ،
                  بالكلمة ( كُن فيكون ) كانت الحياة والارض والسموات ،
                  بالكلمة لا الصمت قال لهُ : اقرأ ،
                  بالكلمة لا الصمت اتخذت الموجودات لغة التفاهم بينها ، فالكلمة هي الفعل بعينه وحقيقته .
                  قال لها : حيرتني هل اصمت ام اتكلم ؟!
                  قالت لهُ : اختار ما يناسبك ، الا ان تمثل دورك المُخيف المُرعب ، واترك عنك اجنحتي ..

                  تعليق


                  • #54
                    (46)

                    قالت لهُ : ماذا تقرأ ؟!
                    قال لها : معلومة ..
                    قالت لهُ : وما هذه المعلومة ؟!
                    قال لها : ليس لكِ شأن بها ..
                    قالت لهُ : ارجوك ، قُلها ..
                    قال لها : لا تُفيد النساء ..
                    قالت لهُ : لماذا تفعل ذلك دائماً..
                    ابتسم لها وقال : لأنها معلومة تخصني وحدي ..
                    قالت لهُ : شوقتني .. قُلها ارجوك ..
                    قال لها : هل تعلمين ان انثى الجربوع عندما يتزوج زوجها بأنثى اخرى تقوم بحفر جحر لها بمناسبة زواجه كهدية له؟!
                    قالت لهُ : وهل تعلم ان الذئب له وفاء منقطع النظير حيث انه يتزوج من ذئبة واحدة مدى الحياة ولا يخونها ، وكذلك الانثى لا تخون زوجها ، وفي حالة موت احد الزوجين يقام حداد من قبل المتبقي لمدة لا تقل عن ثلاثة اشهر وقد تستمر سنة كاملة وتصاحبها حالات انتحار وقليل ما يبقى احد الزوجين على قيد الحياة .
                    قال لها ضاحكا : تعلمن التضحية من انثى الجربوع ؟!
                    قالت لهُ : تعلموا الوفاء من الذئاب اولا .

                    تعليق


                    • #55
                      (47)
                      قالت لهُ : تخاف عليّ؟!
                      قال لها : اخافُ اللهَ فيكِ!
                      قالت لهُ : والفرق ..
                      قال لها : في الاولى اخاف عليكِ من الدنيا وما فيها ،
                      وفي الثانيةِ .. أمر اخرتك تعنيني !
                      قالت لهُ : علّمني ..
                      قال لها : سأعلمك كيف تتفتح البسلمة على شفتيكِ..
                      وكيف تفرشين سجادة السعادة في محراب عينيكِ..
                      وكيف تفتحين لكل خيٍر يديكِ..
                      وسأستعين بخبراتِ لغوي ،
                      لأبني من حروفه جُمل الود ،
                      وأهديهِ اليكِ ،
                      وبخبراتِ رياضي
                      لأرصد لكِ في بنك القلب ( فقط أنتِ)
                      وبخبراتِ معماري
                      لأبني فردوساً في روحك
                      قالت لهُ : كيف تقرأني ؟!
                      قال لها : اقرأك ببساطة ،
                      كما تقرأ الشمس اوراق العشب ،
                      وكما يقرأ العصفور كتاب الوردة .
                      قالت لهُ : كيف ترى الحياة ؟!
                      قال لها : ما بين صخرٍ وصخر ينبت الزهر ..
                      وما بين عسرٍ وعسر ينبت اليسر .
                      قالت لهُ : ان الوجوه مرايا النفوس ،
                      تُشرق بما تضمرهُ في داخلها .

                      تعليق


                      • #56
                        (48)

                        قال لها : اشعلى للكراهيةِ في قلبك جذوة ؟!
                        قالت لهُ : ابداً ، يموت من يُخالف سجيته والفطرة ..
                        قال لها : حاولي !
                        قالت لهُ : يُخنق العصفور بعبرَته ، اذا توقف عن التغريدِ مرة
                        قال لها : اتركي برائتك جانباً ؟!
                        قالت لهُ : انا كعمتي النخلة ، تُرمى بحجارةٍ وتعطي رطبة
                        قال لها غاضبا : متى تكفين عن ذلك ؟!
                        قالت لهُ : خُذ مزق الورد بين يديك ، اسحقهُ تحت قدميك ،
                        قُل لي بربك كيف يكون رده ؟!
                        قال لها وهو يتأملها : بعطره ..
                        فقالت لهُ : اذن لا تسأل الورد عن عطره .

                        تعليق


                        • #57
                          (49)

                          قال لها : لِما لم تقولي لها بالفم المليان أنكِ مُخطئة ؟!
                          قالت لهُ : لا يُمكن .. احتراماً وتقديرا لها ولعُمرها .
                          قال لها : وما شأن العمر ، بتعليم الاخر اخطائه !
                          قالت لهُ : كيف تقول ذلك ، فالاسلام دين المُعاملة ، ودين الاخلاق ، ودين المحبة ، هل سمعت بقصة الحسنان !
                          قال لها : وما هي ؟!
                          في يوم من الأيام كان الحسن والحسين يتوضأن فوجدا رجلا كبيرا لا يحسن الوضوء ، ففكر الصغيران في طريقة مهذبة ليعلما الرجل الوضوء، دون أن يخجل منهما، فتقدم الحسن نحو الرجل الكبير وقال له: “هذا أخي الحسين يقول إنه يتوضأ أحسن مني، فاحكم أنت بيننا” ، فتوضأ الحسن فأحسن الوضوء، وتوضأ الحسين فأحسن الوضوء، ففهم الرجل أنهما يحسنان الوضوء، ولكنهما أرادا أن يعلماه الوضوء بطريقة مهذبة ، فشكرهما الرجل، وأعاد الوضوء كما تعلمه من الحسن والحسين .
                          قال لها : قد يؤول هذا الاسلوب الى اشياء ثانية ؟!
                          قالت لهُ : نعم يؤول لأننا لم نعتاد على وجود بشر يوجه الاخر الى اخطائه بدفئ فتفتح في الروح بوابة التقبل بالتفكير في رأي الاخر ، بل عادة ما يتم التوجيه بحرارة فتحرق في النفوس الاخضر واليابس فيولد العناد والاصرار .
                          قال لها : لِما لم تصفقي لها كما يصفق الكل لها ، وتغاضيتي عن اخطائها ؟!
                          قالت لهُ : التصفيق لا يصلح الا لمن كان يبحث عن مصلحة معها ، ولم يكن لي مصلحة معها الا صلاح نفسها ؟!
                          قال لها : وما شأنكِ انتِ بصلاحها ؟!
                          قالت لهُ : لا ادري .. غير ان الذي اعرفه انهُ لا يوجد شيء يحدث في هذا الكون صدفة ، عادة ما اقول ان فيها خيراً لهذا قد القت السماء في طريقها من يُريد خيرها وصلاحها ، ثم ان مشكلتنا نفهم الكلمات فهم تُرابي ، ولا نرتقي لمعانيها الحقيقة لأننا لم نتخلص بعد من الانجذاب المادي لتلك الكلمات لنحلق في فلك روحها ، فالصداقة لا تعني ان اقبل الاخر على عيوبه ابدا هذهِ ليست صداقة فهذا الامام الحسين يُعرف الصديق فيقول : من يصدقك في نفسك ومعايبك فمن فعل ذلك فاستنم اليه فانه الصديق ، وقيل ايضا عن آل البيت " من بصرك عيبك وحفظك في غيبك فهو الصديق فاحفظه"
                          واضافت .. هل تعلم ما يقول ارسطو في الصداقة مفهومه عميق ودقيق .
                          قال لها : شوقتني .. لا اعلم .. قولي لي ماذا يقول ؟!
                          قالت له : يستعمل أرسطو مفهوم الصداقة بالمعنى العام للكلمة، فهو يدل، من جهة، على علاقة التفاعل أو التجاذب المتبادل بين شخصين، ويدل من جهة أخرى على الرغبة في التعاون مع الغير في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والتجارية والسياسية والاجتماعية ، ومن هنا ميز أرسطو في الصداقة بين ثلاثة أنواع ، النوع الاول : الصداقة المبنية على أساس المنفعة وهي تتحدد قيمتها في نظر الفرد بمقدار ما يمكن أن يجني مقابل ما يعطي، والنوع الثاني : الصداقة من أجل المتعة وهي تتحدد قيمتها بدرجة الشعور بالأنس والبهجة عند الحديث مع الطرف الآخر ، والنوع الثالث هو صداقة الناس الطيبين الذين يحبون بعضهم بعضا لأنهم طيبون ثم يرى أرسطو أن صداقة المنفعة وصداقة المتعة يمثلان أنواع الصداقة غير الكاملة أو العرضية لأنها تخضع لتأثير الملابسات الظرفية، ولا تدوم إلا بدوام المنفعة أو المتعة ، وأما صداقة الأخيار الذين يحب بعضهم بعضا لطيبوبتهم فهي صداقة الفضيلة التي هي أتم أنواع الصداقة لأن كل طرف يريد الخير للآخر ولا يقصد من وراء ذلك مصلحة خاصة، هذا بالإضافة إلى أن كل طرف يجلب المنفعة والمتعة للطرف الآخر من غير أن تكون المنفعة أو المتعة هي الهدف الأساسي المتوخى من الصداقة.
                          وعندما يقول أرسطو إن الصداقة ضرورية للحياة الخلقية الفاضلة، فإنه يقصد بذلك الصداقة الكاملة التي هي صداقة الفضيلة. وأما ما يجعل منها الشرط الضروري للحياة السعيدة فهي خصائصها التي تتجلى من خلال قدرتها على تنمية قدرتنا على التفكير والسلوك بطريقة عقلانية؛ ذلك لأننا نتعلم طرق التفكير والسلوك من الآخرين. ولما كان للتفكير والسلوك لا يطلبان لذاتهما، بل باعتبارهما وسائل لبلوغ الخير الأسمى المتمثل في السعادة، اعتبرت الصداقة الشرط الضروري لتحقيق السعادة.
                          قال لها : معاني عمقية وعظيمة للصداقة حقا ، لو تم تنميتها في عقول الافراد لرأينا المدينة الفاضلة ولكن لم تقولي لي كيف يتم تحقيق ذلك وحب الذات والانا موجود ؟!
                          قالت له : نعم لم يخفى ذلك عن ارسطو، ولكن توجه الى الجانب المشرق والمعنى المتسامي من حب الذات وليس الجانب السلبي لذلك يقول : ولكن المبدأ الأساسي الذي يقف خلف مختلف أشكال التفاعل بين الأفراد هو مبدأ "حب الذات"؛ ومن هنا تأتي المصادرة الأساسية التي تقوم عليها نظرية الصداقة عند أرسطو وهي أن "حب الذات" يمثل مصدر الرغبة في تحقيق السعادة بواسطة الصداقة ، ومما يترتب عن هذا المبدأ أن علاقتنا بأنفسنا تحدد علاقتنا مع غيرنا الذي يشبهنا. فإذا كان حب الذات هو الأساس، فإنه يجب أن يحب المرء لنفسه ما يحب لغيره باعتباره أنا آخر، أي مثيلا له. وإذا كان الصديق "أنا آخر" حسب تعبير أرسطو فإنه من المنطقي أن يحب الصديق لصديقه ما يحب لنفسه. إن الصديق هو من يطلب الخير لغيره الذي يمثل صورته مثلما يطلبه لنفسه، ويريد لغيره السعادة مثلما يريدها لنفسه. من الواضح أن الصداقة من وجهة النظر الأرسطية لا تعني التضحية بالذات من أجل الغير، ولا تعني العناية بالغير على حساب العناية الذات، بل تدل على نوع من التماهي بين الأنا والغير؛ فحب الذات وحب الغير سيان في فلسفة أرسطو، ويستنتج مما سبق أنه لا يُمكن إنشاء صداقة بين الشبيه وشبيهه ولا بين النقيض ونقيضه، بل يُمكن خلق علاقة صداقة بين شخصين مختلفين لكنهما ليسا متناقضين بل متكاملين، وهذا سبب عدم وجود صداقة بين العارفة والمعرفة، بل تُوجد بين الذي لا يعرف تماماً، ولا يجهل تماماً، وهكذا استطاع أفلاطون ترسيخ فكرة أساسية؛ وهي: إنَّ أساس الصداقة في الحياة هو التكامل .
                          قال لها وعليه علامات الغضب لبرائتها : اعلم انكِ تنزعجين من كلمة ساذجة ، ولكن هل تؤمنين ان هناك من يحمل مثل هذه المفاهيم في مجتمعات متهاوية تعيش على قوانين الغاب ؟! بحثتي عن تكاملها ، وبحثت عن نقصك فأنتِ في نظرها اصبحتِ فتاة سيئة وضيعة في الماضي ، والان لم تتوانى ان تخدش كرامتك ، بل لم تتوانى ان تجرحكِ عندما افصحت عن نظرتها التي كانت تضمرها عنكِ ، وهي نفسها نظرة المجتمع المتهاوية ، ومعالجتها للامور بطريقة في غاية الذلة والاحتقار لكِ ، والتي لا تدل الا على الكم الهائل من النظرة السيئة التي تحملها لكِ ؟!
                          قالت لهُ بحزن شديد : مؤسف ذلك .. حقا مؤسف .. مؤلم ايما ألم .. ثم اضافت .. ولكن رغم ذلك علينا ان نعلم ان التصرفات السيئة لا يجب ان يجعلنا ان نفكر ان الاشخاص سيئون ، بل قد يكون داخلهم انقى واجمل ، نعم نور الفطرة المودعة فيها ، التمس نورها .
                          قال لها ونظرة العتاب تملئ عينيه : متى تتوبين في ان تري الاخرين اخيار ؟!
                          ابعدت نظرها عنهُ وقالت : ما دمنا نبحث عن التكامل ، كما يقول ارسطو ! كلنا بشر وكلنا نخطأ ، ولو مد احدنا الاخر يد الخير والتعاون في السير في طرق الحياة ناظرين في الوصول الى بوابة الرضا الالهي ، لكنا بحق خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر .
                          قال لها : اريني يدك؟!
                          قالت لهُ بحزن : دعكَ منها ..
                          قال لها بغضب : ضعيها امامي ..
                          مدت يدها وهي كارهة لذلك .. الدم ينزف منها ، جراح لا تندمل .. قال لها : هكذا افضل .. ها هي الاشواك مغروسة في يدك ؟!
                          قالت لهُ بحزن : سأتحمل الشوك ، فهل يوجد وردا بلا اشواك ، سأغرس اشواك العالم كلها في روحي ، عسى ولعل ارى قلب الورد يضيئ بنور السماء ..
                          قال لها : ساذجة تبقين ، من بحالك انتِ وبيديكِ ، الان العالم كله يضحك على سذاجتك ؟!
                          قالت لهُ : وأن .. يضحك على الماس من يرى ان في يده حجارة وليس حجر ، ولكن ما ان يعرف المرء قيمة ما بيده يفكر بالامر ، فالماس الافكار سيبرق يوما في الارواح ، فتهتدي بنورها .
                          قال لها ولا يملك الا الشفقة نحوها : سأضمد يديكِ ، وان لم استطيع ان احمل جزء من ألمك عنكِ ، لعل الضماد يُنسيك مصدر الالم ، ومتأكد سينبت الله مكان الجرح زهراً ، يفوح عطرا ، فيملئ العالم خيرا وسعادة ووداً

                          تعليق


                          • #58
                            (50)
                            قال لها : اُريد سماع ما يبعث على التفاؤل والامل !
                            قالت لهُ : ولا اجمل من هذه الكلمات تنشدها ايمي هيتاري ، كلمات عز الدين الشويخ وهي :
                            أملٌ تألقى وارتقى مثل النجوم مُحلقا،
                            في وسط قلبٍ في الهمومِ تمزقا،
                            قد كنتُ وحدي في المسير،
                            في الحزن عشتُ كما الأسير،
                            حتى رأيت الزهر يُزهر هاهنا
                            ***
                            فبدأتُ أركضُ نحوهُ،
                            وبدأت ألثمُ عطرهُ،
                            حتى شعرتُ بقيد حُزني ينكسر،
                            لكن صباحي لم يطلّ
                            فالليل في الأجواءِ حلّ
                            والغيم غطى كُل شيءٍ في المدى
                            ****
                            فحنيتُ رأسي يائساً
                            وبدأتُ أبكي جالساً
                            حتى أتى بعض النسيم مُواسيا،
                            ****
                            فسمعتهُ يقول لي: الغيم حتماً ينجلي،
                            والشمس في جوف الظلام ستنتصر،
                            أصغي لُنصحي لا تملّ،
                            فالنصرُ إيمانٌ عمل،
                            من نفسك كُن واثقاً وبلا وجل،
                            ****
                            لا ..لا .. تقل هذا مُحال،
                            أو ذاك ضرباً من خيال،
                            كُن ثابتاً، كُن راسخاً مثل الجبال،
                            ****
                            فجعلتُ أنظرُ للسماء ،
                            وسرحتُ في هذا الفضاء،
                            فبدا الغمام يزول يظهر لي القمر ،
                            وبدت نجوم حولهُ وبدأت ألقي حبهُ،
                            فأشع نحوي في ضياء وابتسم،
                            فشعرتُ في نفسي الأمان،
                            وسمعتُ ألحان الكمان،
                            ولقد توقف لحظة عندي الزمان،
                            ****
                            فعرفت أن حياتنا ليست سوى بعض الُمنى
                            مبنية في قلبنا مثل الجُمل
                            حتى نحققها نريد أمال قلب أن نعيد
                            حتى تصير حياتنا في الكون عييييد .
                            ****
                            أملٌ تألقى وارتقى مثل النجوم محلقا
                            في وسط قلبٍ في الهموم تمزقا.

                            تعليق


                            • #59
                              (51)
                              قالت : شابٌ معتد برأيه ، لهُ من البحر عُمق تفكيره ، ولهُ من السماء نقاء افعاله ، ولهُ من الارض عطفها وحنانها ..
                              قاطعها قائلا : من هذا ؟! عن مَن تتكلمين ؟!
                              قالت لهُ مبتسمة : بطل القصة !
                              قال لها والغيرة تتطاير من عينيه : احذفي البطل ، واكتبي القصة ..
                              قالت لهُ : وكيف اكتب قصة بدون بطل وبطلة واحداث تدور بينهما لأعطاء صور مُشرقة عن ما يجب ان تكون عليه الحياة !
                              قال لها : يعني لن تحذفي البطل ؟!
                              قالت لهُ مبتسمة : الغيرة كالماء للوردة ، قليلهُ ينعش وكثيرهُ يقتل .
                              قال : فتاة بهية الطلعة ، تتفتح في النفوس كما تتفتح الازهار ، وتنساب في العقول بهدوء كجريان الانهار ..
                              قاطعته قائلة : من هذه ؟! عن مَن تتكلم ؟!
                              قال لها مُبتسماً : بطلة القصة !
                              قالت لهُ : احذف البطلة من القصة ؟!
                              قال لها وهو يستمتع بغيرتها : قليل من الغيرة بناء ، وكثيرهُ هدّام !
                              قالت لهُ : حسنا .. ساحذف البطل ..
                              قال لها : احسنتي ، ولكن لن احذف بطلة قصتي ؟!
                              قالت لهُ وعطر الغيرة يملئ المكان : لماذا ؟!
                              قال لها : ببساطة لأنها انتِ .
                              قالت لهُ بحروف مُبعثرة : سأجلب لك كوباً من العصير .

                              تعليق


                              • #60
                                (52)

                                قال لها يا صغيرتي : اين العصفور ، لما اطلقتي سراحه ؟!
                                قالت لهُ بحزن : لم اطلق سراحه ، فقط فتحت باب القفص ، ليُحسن اختيار قراره !
                                قال لها : ولما ؟!
                                قالت لهُ : ما اتمناه للعصفور أكبر من قفص يقضي فيه وقته مُغردا شفقة ومواساة لي ،
                                فألحانه امتع عندما تصدح في الفضاء الرحب ، وتطرب آذان اكثر .
                                قال لها : الا تخافين على عصفورك ؟!
                                قالت لهُ : خباءة كل الصلوات ، ورفعت كل الدعوات لتحفظه ، فعيني لا تصل الى افقه ، لكن عين السماء محيطة به .
                                قال لها يا صغيرتي: لِما الحُزن اذن ؟!
                                قالت لهُ : لا تسئل عن ما لا يمكن للكلمات ان تُعبرّ عنه ،
                                ولا يمكن للصمت ان يحتويه ، فهناك لغة واحدة فقط ، حروفها دمعات تنحدر على خد الروح نابعة من حشرجة القلب .

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X