هل تُريد ان تشعر ان العالم اجمل وامتع وفي مُنتهى الروعة ! هل تُريد ان تتحسس الامل والابتسامة والفرحة ! هل تُريد ان يُنجلي عنك كُل همٍ وحزن وكربة ! هل تُريد ان ترى الحياة بعيون اخرى ! جالس الاطفال ،
جالس من لا يزالون مُحتفظين بصبغة الفطرة ، ستكتشف بعدها ان عالمهم الذي نستصغره ،
الانسانية ليست كلمات تُصدّر من حدود اللسان ، ويتم حظرها عند حدود التطبيق ، الانسانية ... موقف ، منهج ، مبدأ حاضرٌ في كُل الزمان ، جالساً في كُل مكان ، لن يهدمهُ معول الخلاف والاختلاف.
احياناً لا تُريد شيئاً من هذا العالم سوى ان يمنحك لحظاتٍ من الهدوءِ والسلام ، بعيداً عن كُل ضجيج ، تعقد فيها هدنة مع الحياة ، تتنفس بعمق وترتب ذاتك ، ترتاح من الاثقال ، لحظاتٍ من الصمتِ الطويل تقودك الى الصوتِ الصادق في اعماقك الذي ضاع بين الزحام .
ما تُخلّفه وراءك .. هو انتَ بشكلٍ اخر ، مرآتك ، وجهك العاكس ، الذي يراهُ الناس عندما تُدير ظهرك .. فأحسنوا مرآتكم الاخرى ، لأنهُ لن يستوي الذي يُخلّف وراءه وردة ، والذي يُخلّف وراءة جرح كلمة .
أجتمعوا على القواسم المشتركة بينهما ، وأن اختلفوا بشعبهم وتصنيفهم ، والبشر تفرقوا على اختلافات اعتبارية وضعية ، رُغم تشابههم في الاصل في انهم كُلهم من ادم وحواء!
الآلام أنواع : فهناك آلام تخفض قيمتنا أو تنقص قدرنا ، كالجوع مثلا ؛ فالناس تحب أن تصدقنا في ما يتعلق بهذا النوع من الآلام ، ليجعلوا من أنفسهم محسنين إلينا بعد ذلك. أما إذا كان الألم أرفع من هذا درجة أو درجتين ، إذا كان ألما نحتمله في النضال من اجل فكرة مثلا ، فإن الناس يرفضون أن يصدقوه، باستثناء قلة قليلة. وهم لا يصدقونه لأنهم حين نظروا إلى صاحبه رأوا أن رأسه ليس ذلك الرأس الذي لابد أن يكون في نظرهم رأس من يتألم في سبيل قضية رفيعة تلك الرفعة كلها. وهم عندئذ يأبون أن يتعاطفوا معه أي تعاطف؛ دون أن يكون في موقفهم هذا شيء من روح الشر على كل حال”
اثنان حاول ان تتعلم منهما الطفل الصغير والشيخ الكبير ، فالاول تأخذ منهُ براءته ونقائه وبساطته وعفويته ونشاطه ، والثاني حكمته واتزانه ونظرته العميق للحياة ووقاره ، التوفيق بين الامرين بحد ذاته يحتاج الى توفيق ؟!
تعليق