إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

آثار الذنوب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آثار الذنوب

    آثار الذنوب
    عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:

    "فأمّا أهل الطاعة فأثابهم بجواره وخلّدهم في داره، حيث لا يظعن النُّزَّالُ1، ولا تتغيّر بهم الحال ولا تنوبهم الأفزاع2، ولا تنالهم الأسقام ولا تعرض لهم الأخطار، ولا تشخصهم الأسفار3.

    وأما أهل المعصية فأنزلهم شرّ دار، وغلَّ الأيدي إلى الأعناق، وقرن النواصي بالأقدام، وألبسهم سرابيل4 القطران، ومقطعات5 النيران في عذابٍ قد اشتدّ حرّه وبابٌ قد أُطبق على أهله، في نارٍ لها كَلَبٌ6 ولَجَبٌ7، ولهبٌ ساطعٌ، وقصيفٌ هائلٌ، لا يظعن مُقيمها، ولا يفادى أسيرها، ولا تفصم كبولها8، لا مدّة للدار فتفنى، ولا أجل للقوم فيقضى".2

    1- لا يغادروا مكان إقامتهم.
    2- لا تحلّ بهم مصائب الفزع والخوف.
    3- لا تزعجهم الأسفار.
    4- قمصان القطران.
    5- كلّ ثوب يقطّع الجبّة وغيرها، وما لا يقطع كالإزار والرداء.
    6-هيجان وصياح كالكلاب عندما تهوج.
    7- الجلبة وارتفاع الأصوات.
    8- قيودها وحبائلها.

    7

    هدف وجود الإنسان:

    ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾3.

    لا بدّ للإنسان السالك إلى الله أن يعلم أنّه لم يخلق لأجل هذه الدنيا الدنيّة، وإنّما هو مخلوقٌ شريفٌ، أكرمه الله وشرّفه بالعديد من المنازل والمقامات، فخلقه في أحسن تقويم، وزيّنه بالعقل، واستخلفه في الأرض، ليكون مثالاً لله في أسمائه وصفاته، سالكاً سبيل أوليائه وأنبيائه عليهم السلام. وطالباً منه الرجوع إليه بنفسٍ مطمئنّة وقلب سليمٍ؛ ليدخل في جملة عباده وليسكنه الفسيح من جنانه، التي أعدّها للمحسنين والمتّقين﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾4، مجاوراً لقربه الذي هو غاية الغايات والهدف الأسمى لخلق الإنسان
    ووجوده.
    ومن هنا كان ابتلاؤنا بعالم الدنيا ووساوس الشيطان والنفس الأمّارة، والطريق طويل طويل، والبحر عميق عميق، فلا بدّ من تهيئة الزاد والوسيلة، من أجل هذا السفر الشاقّ والمليء بالمخاطر والمصاعب، قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾5.
    ولذا فقد عبّر علماؤنا في الأخلاق والسلوك عن الطريق إلى الله؛ بأنّها طريق ذات الشوكة، وعن عمليّة التربية والتهذيب للنفس؛ بأنّها "رياضة"، يروّض الإنسان فيها نفسه الجامحة الأمّارة بالسوء، ليكبح جماحها وطغيانها، وليتحرّر من أسرها وأغلالها ورقّ العبوديّة لها، ولشيطانها الذي:﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ

    9

    * ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾6.

    طريق النجاة:

    ومن أجل الوصول إلى مقام العبوديّة والتقرّب إلى الله وتحصيل رضوانه الأكبر، لا بدّ من الجهاد في سبيله عن مجاهدة النفس وبذل الوسع في تزكيتها، الذي هو الجهاد الأكبر، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم أنّه قال لأصحابه بعد أن رجعوا من ميدان جهاد أعداء الله:"مرحباً بقومٍ قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر، فقيل يا رسول الله ما الجهاد الأكبر، قال:جهاد النفس"7.

    وجهاد النفس: هو تزكيتها وتطهيرها بتخليتها من الرذائل والأخلاق القبيحة، وتحليتها بالفضائل والصفات والأخلاق الحسنة، وذلك ما يحقّق السعادة الدنيويّة والأخرويّة، إذ لا نجاة إلّا بالطاعة لله وعدم معصيته، ولا يتيسّر ذلك إلّا من خلال التفقّه بالدين وطلب العلم، قال الإمام الكاظم عليه السلام:"لا نجاة إلّا بالطاعة، والطاعة بالعلم، والعلم بالتعلّم، والتعلّم بالعقل يعتقد (يعتقل)، ولا علم إلّا من عالمٍ ربّاني ومعرفة العلم (العالم) بالعقل"8.

    ومن هنا تأتي أهميّة التعرّف على الذنوب، وآثارها الخطيرة المهلكة للإنسان في الدنيا والآخرة، والمانعة له من النجاة ودخول الجنّة، والسالكة به إلى النار أعاذنا الله منها.

    الذنوب

    1.الذنب لغة: الإثم والجرم والمعصية.
    2.اصطلاحاً: ترك المأمور به من الله، وفعل المنهيّ عنه، وبعبارة أخرى أن لا يراك الله حيث نهاك، وأن لا يفتقدك حيث أمرك.

    10

    والمأمور به من قبل الله عزَّ وجلَّ إمّا أن يكون واجباً أو مستحبّاً، والمنهيّ عنه من قبله أيضاً إمّا أن يكون محرّماً أو مكروهاً، والمراد منهما في مقام الذنب، هو ترك الواجب وفعل المحرّم، وهذا في حدّه الأدنى مرتبة العوام، وأمّا الذنب الذي يُنسب إلى الأنبياءعليهم السلام والأولياء سواء في القرآن الكريم أو الروايات الشريفة أو الأدعية، فهو مرتبة أخرى أحد تفاسيرها ترك الأولى، لأنّهم يعتبرون أيّ التفاتٍ عن معبودهم وساحة قدسه ذنباً يستغفرون الله منه.

    ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ معصومين مخلصون من قبل الله عزَّ وجلَّ، وقد حصّنهم بملكة نفسانيّة قويّة تمنعهم باختيارهم من ارتكاب المعصية، بل والتفكير بها أيضاً لعلمهم بقبحها ومدى خطورتها وتأثيرها.

    ورغم ابتلاء الإنسان بالشيطان الذي أقسم﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ﴾9، إلّا أنّ الحقّ تعالى أجابه بأن لا سبيل لك على من تقرّب إليّ، واعتصم بي،﴿إنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾10، وقال تعالى﴿إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾11.

    آثار الذنوب

    إنّ من يلاحظ القرآن الكريم والروايات الشريفة الواردة عن أهل البيت عليهم السلام يجد بوضوح آثاراً مهلكةً وخطيرةً للذنوب والمعاصي، في العوالم الثلاثة:عالم الدنيا، وعالم البرزخ، وعالم الآخرة.

    وقبل الإشارة إلى بعضها لا بدّ من التذكير بأنّ الذنب بمثابة السمّ القاتل أو دون ذلك، والخطير في هذا المجال هو عدم ارتباط التأثير والهلاك بمسألة العلم والجهل، ولذا فإنّ من يرتكب الذنب يترتّب عليه الأثر الوضعيّ والتكوينيّ، ويؤثّر ذلك على قلبه

    11

    وجسمه وماله وولده وغير ذلك، حتّى لو كان جاهلاً بأثر الذنب، تماماً كمن يجهل بأثر السمّ، وهذا ما يدعونا للابتعاد عن المعصية والحذر من آثارها.

    أ - الآثار الدنيويـّة:

    إنّ عالم الدنيا هو عالم الابتلاء والتكليف لعباد الله، الذي يعدّ أحد أهداف خلق الإنسان﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾12، ولا يخلو حال الإنسان غير المعصوم عن الطاعة والمعصية، وقد وعدنا الله وتوعّدنا، بأنّ لكلٍ منهما آثاره الخاصّة في الدنيا، فللطاعة آثارها وبركاتها العظيمة، التي تبعث الأمل في نفوس المؤمنين، وترغّبهم في العمل الصالح والإكثار منه. وفي مقابل ذلك فإنّ للمعصية والذنوب آثارها المهلكة أيضاً في الدنيا، لعلّ المطّلع عليها يحذر منها ويخاف من تبعاتها، فيحجم عنها ولا يقدم عليها.

    وقد قسّم علماؤنا الأجلاء آثار الذنوب الدنيويّة إلى:

    آثار عامّة تترتّب بحسبها على فعل الذنب، وهذا ما سنتعرّض له في هذا الدرس، وآثار خاصّة لبعض الذنوب ترتبط بإتيانها خاصّة، كآثار الكذب والغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وغيرها، نتعرّض لها لاحقاً إن شاء الله تعالى.

    الآثار العامـّة:

    وقد أحصى علماء الأخلاق أكثر من ستّين أثراً مهلكاً وخطيراً للذنوب في الدنيا، من جملتها

    1. غضب الله

    وهذا من الآثار المهلكة في الدنيا والآخرة كما سيأتي، والغضب هنا بمعنى عقاب الله وعذابه، كما ورد في الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام عندما سأله عمرو بن عبيد

    12

    عن قوله تعالى:﴿وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى﴾13"ما ذلك الغضب؟ فقال أبو جعفر عليه السلام هو العقاب".

    وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "مجاهرة الله بالمعاصي تعجل النقم".

    2. الدخول في ولاية الطاغوت

    فإنّ عصيان الله وإطاعة الشيطان توجب دخول العبد العاصي في ولايته وخروجه من ولاية الله، وقد يودي به إلى خروجه من الإيمان إلى الكفر بالله عزَّ وجلَّ.﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾14.

    3. قسوة القلب

    والمراد بالقلب ذلك الجوهر الذي تتقوّم به إنسانيّة الإنسان، وقد أودعه الله فينا مفطوراً على التوحيد والعبوديّة والطاعة، وطاهراً أبيضاً سليماً رقيقاً شفّافاً ليس فيه أيّ نقصٍ وفسادٍ، لكن بارتكاب المعاصي والذنوب والابتعاد عن الله يقسو شيئاً فشيئاً، حتّى يصبح أشدّ قسوة من الحجارة:﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً...﴾15.

    ويتحوّل إلى قلب أسود لا يُفلح بعدها أبداً، ففي الخبر عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "ما من عبدٍ إلا وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنباً خرج في النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتّى يغطّي البياض، فإذا غطّى البياض لم يرجع صاحبه إلى خيرٍ أبداً، وهو قول الله عزَّ وجلَّ:﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾"16، "وما من شيء أفسد للقلب من الخطيئة"17،

    13

    و"ما قست القلوب إلّا لكثرة الذنوب" 18كما ورد في الأخبار عن المعصومين عليهم السلام.

    4. حرمان الرزق

    قد يكون الرزق معنويّاً كالتسديد والحفظ والتأييد والشهادة في سبيل الله. وقد يكون ماديّاً ـ كما هو المتبادر عند عامّة الناس ـ كالمال والطعام وغير ذلك.

    يقول الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُون﴾19.

    وفي الخبر: "إنّ الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"20.

    وورد أيضاً: "إنّ العبد ليذنب الذنب فيزوي عنه الرزق"21.

    والظاهر أنّه حرمان الزيادة في الرزق، لأنّ بعض الرزق مضمونٌ من قبل الله لكلّ مخلوق حيٍّ حتّى الفساق والكفرة والعصاة،﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا﴾22، لا حرمان أصل الرزق لهؤلاء لأنّه يعني قطع أصل الحياة وقبض أرواحهم.

    وقد يكون الحرمان في رفع البركة من أرزاقهم وأموالهم وطعامهم كما ورد في رواية الزهراء عليها السلام: "ويرفع الله البركة من رزقه"23.

    5. نقصان العمر

    إنّ رأسمال الحياة الدنيا عند أهلها هو العمر الطويل والرزق الوفير، ولذا نرى أنّ غايتهم في هذا الزمان هو المحافظة على أبدانهم وصحّتهم ومأكلهم ومشربهم، ظنّاً في إطالة أعمارهم. أليست الأعمار والأرزاق بيد الله عزَّ وجلَّ؟! وقد دلّنا سبحانه على ما يوجب زيادة العمر والرزق ونقصانهما وعدم البركة فيهما، نحو برّ الوالدين

    14

    وعقوقهما، وصلة الرحم وقطيعتها....

    ففي الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام: "مَن يموت بالذنوب أكثر ممّن يموت بالآجال"24.

    ويخبرنا الله عزَّ وجلَّ في القرآن الكريم عن هلاك الأمم السابقة، الذين ظلموا أنفسهم وعصوا الله، وطغوا في الأرض وقتلوا أنبياء الله،﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ﴾25.

    6. زوال النعم وحلول النقم

    يقول الله تعالى:﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾26.

    وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "ما أنعم الله على عبد نعمةً فسلبها إيّاه حتّى يذنب ذنباً يستحقّ بذلك السلب"27.

    7. المرض

    عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "أما إنّه ليس من عرقٍ يضرب ولا نكبةٍ ولا صداعٍ ولا مرضٍ إلّا بذنبٍ، وذلك قول الله عزَّ وجلَّ في كتابه ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾28 قال، ثمّ قال عليه السلام: وما يعفو الله أكثر ممّا يؤاخذ به"29.

    8. نسيان العلم

    وهو آفّة كبرى تعيد الإنسان إلى الجهل والغفلة، بعد أن كان عالماً ذاكراً، وما ذلك إلا لذنب ارتكبه، فقد روي عن النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله وسلم أنّه قال: "اتقوا الذنوب فإنّها ممحقة

    15

    للخيرات، إنّ العبد ليذنب الذنب فينسى به العلم الذي كان قد علمه..."30.

    9. عدم استجابة الدعاء

    الذنب من موانع استجابة الدعاء، فقد ورد في بعض الروايات أنّه لا يُسمع ولا تستجاب الحاجة، فعن الإمام الباقر عليه السلام: "إنّ العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب، أو إلى وقت بطيء، فيذنب العبد ذنباً، فيقول الله تبارك وتعالى للملك لا تقضِ حاجته، واحرمه إيّاها؛ فإنّه تعرّض لسخطي واستوجب الحرمان منّي"31.

    10. عدم التوفيق للعبادة

    قد يُحرم المذنب من ثواب العبادة وبركاتها، سيما تكفير السيّئات، وتضاف سيّئته إلى سجلّ أعماله، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "إنّ الرجل ليذنب الذنب فيحرم صلاة الليل، وإنّ العمل السيّئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم"32.

    11. فوات الغرض

    وقد يجترئ البعض على الله فيسعى نحو المعصية ويهمّ بها، لكنّه لا يقدر على ذلك، ولا ينال مبتغاه، قيل إنّ رجلاً كتب إلى الإمام الحسين عليه السلام قائلاً له: "عِظني بحرفين، فكتب إليه: من حاول أمراً بمعصية الله كان أفوتَ لما يرجو، وأسرع لمجيء ما يحذر"33.

    16

    المفاهيم الأساس
    1- إنّ الطريق إلى الله تعالى وهو طريق ذات الشوكة، لا يكون إلّا من خلال عمليّة تربويّة تهذيبيّة للنفس الأمّارة بالسوء.
    2- إنّ ارتكاب الذنوب، وما يترتب عليها من آثار، هو بمثابة السمّ القاتل، والحاجز المانع للوصول إلى الله تعالى.
    3- إنّ عالم الدنيا هو عالم الابتلاء والتكليف لعباد الله، فالإنسان إمّا أن يكون مطيعاً لله، وهذا له آثاره وبركاته في بعث الأمل في نفوس المؤمنين، وإمّا يكون عاصياً لله وهذا له أيضاً آثاره المهلكة، في الدنيا والآخرة.
    4- من الآثار العامّة التي تترتّب على فعل الذنب، هو قسوة القلب، والدخول في ولاية الطاغوت، وحرمان الرزق ونقصان العمر وغيرها.

    للمطالعة
    سبع خصال للشهيد

    قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "للشهيد سبع خصال من الله:
    أوّل قطرة من دمه مغفورٌ له كلّ ذنب.
    والثانية: يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين، وتمسحان الغبار عن وجهه وتقولان مرحباً بك، ويقول هو مثل ذلك لهما.
    والثالثة: يُكسى من كسوة الجنّة.
    والرابعة: يبتدره خزنة الجنّة بكلّ ريحٍ طيّبة، أيّهم يأخذه معه.
    والخامسة: أن يرى منزلته.
    والسادسة: يقال لروحه أسرح في الجنّة حيث شئت.
    والسابعة: أن ينظر في وجه الله، وإنّها لراحة لكلّ نبيّ وشهيد"34.
    ويؤيّده ما روي عنه صلى الله عليه و آله و سلم أنّه قال: "إنّ للشهيد عند الله ستّ خصال:
    أن يغفر له في أوّل دفقة من دمه.
    ويرى مقعده في الجنّة.
    ويحلى حلّة الإيمان.
    ويزوّج من الحور العين.
    ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، مرصّع بالدرّ والياقوت، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه"35.

    هوامش
    1- سورة الشورى: 30.
    2-سورة العنكبوت: 69.
    3-سورة القمر: 55.
    4-سورة الإنشقاق: 6.
    5-سورة الأعراف: 16 ـ 17.
    6-وسائل الشيعة، ج15، ص161.
    7-الكافي، ج1، ص17.
    8-سورة ص: 82.
    9-سورة النحل: 128.
    10-سورة الحج: 38.
    11-سورة الملك: 2.
    12-سورة طه: 81.
    13-الكافي، ج1، ص110.
    14-غرر الحكم، ص100.
    15-سورة الحجر:42.
    16-سورة البقرة: 74.
    17-الكافي، ج2، ص273.
    18-الأمالي للطوسي، ص438.
    19-وسائل الشيعة، ج16، ص45.
    20-سورة العنكبوت: 17.
    21-مستدرك الوسائل، ج5، ص178.
    22-الكافي، ج2، ص270.
    23-سورة هود: 6.
    24-بحار الأنوار، ج80، ص22.
    25-بحار الأنوار، ج5، ص140.
    26-سورة يونس: 13.
    27-سورة الأعراف: 96.
    28-الكافي، ج2، ص274.
    29-سورة الشورى: 30.
    30-الكافي، ج2، ص269.
    31-بحار الأنوار، ج70، ص377.
    32-الكافي، ج2، ص271.
    33-م. ن، ص272.
    34-وسائل الشيعة، ج16، ص153.
    35- وسائل الشيعة، ج15، ص16 - (2) تفسير ابن كثير، ج4، ص187
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 27-03-2024, 06:44 PM
ردود 0
13 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 25-05-2019, 07:10 AM
ردود 3
272 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X