إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

11 سبتمبر: ماذا حدث؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 11 سبتمبر: ماذا حدث؟

    11 سبتمبر: ماذا حدث؟
    مصطفى الحسيني
    (جريدة السفير اللبنانية )


    يوم من أيام التاريخ؟ بالتأكيد. لا محل للسؤال إلا أن يكون لجاجة.
    لكن، على أي نحو وبأي وصف يدخل الى التاريخ؟
    هل بوصفه اليوم الذي قدح فيه زناد أول حروب القرن 21 كما أبلغنا الرئيس الأميركي الثالث والأربعون جورج ووكر بوش، بفرح وجذل كأنه يحمل الى العالم البشارة؟ أم بوصفه اليوم الذي شهد الحدث الذي فتح عين العالم على الحاجة الى <<الحرب على الإرهاب>>؟ أم لكونه اليوم الذي آذن بحرب أميركا على العرب والمسلمين؟ أم تراها حرب أميركا ضد بقية العالم؟ أم هي حرب إقامة أمبراطورية أميركية عالمية وشاملة ونهائية؟ أمبراطورية رومانية جديدة مضروبة في ممكنات العصر. أم هي حرب الحماقة، تندفع إليها أميركا محجوبة البصر بغماء القوة، مفلولة البصيرة بصلفها؟ ليصدق عليها ما استنبطه المؤرخ بول كنيدي من دراسته للأمبراطوريات عبر التاريخ، التي صادف نشرها أن كانت الأمبراطورية السوفياتية، حاملة في بطنها سابقتها الروسية القيصرية، تلفظ أنفاسها الأخيرة.
      
    أليس الأولى بنا أن نسأل أولاً، ماذا حدث في ذلك اليوم؟ لقد رأينا المشهد منقولاً عبر أفلاك الاتصالات الدائرة في الفضاء. نحن إذاً <<شهود عيان>>. إنما هل تتطابق الحقيقة مع المشهد؟ هل المشهد عنوان الحقيقة؟ هل عرفنا الحقيقة؟ هل نستطيع أن نقول بأعين مفتوحة وعقول يقظة وأفئدة مرتاحة وضمائر صافية، إننا نعرف فعلاً وحقاً ماذا حدث؟
    ما أسرع ما وضعت تحت أعيننا <<الحقائق>>. قبل أن نبلغ أسماء الذين اختطفوا الطائرات واستخدموها ذلك الاستخدام المستحدث، غير المتوقع، غير المتصور؛ كنا قد أبلغنا بانتمائهم، كانت قد سميت لنا الجهة التي خططت لعملهم وحفّزتهم على القيام به. حددت الجهة وأعلن اسمها على وجه القطع واليقين. لم يتردد أحد من القائلين. لم يتلعثم. إنها <<تنظيم القاعدة>>، لقائده أو لصاحبه المليونير أو الملياردير السعودي (سابقاً) أسامة بن لادن. ومن ورائه حكومة <<طالبان>> في أفغانستان. كلها أسماء وشخصيات تثير الخيال الغربي بالذات. فيها غرابة جذابة، تثير ريبة وخوفاً غريبين، غير حقيقيين، لذلك ممتعين إنما لا يخلوان من توجس.
    ولم يتساءل أحد أو يتشكك، فأصحاب القول مفترض فيهم معرفة كل شيء، فإن لم يكن فهي القدرة على معرفة كل شيء.
    ولم يتساءل أحد: إذا كان الأمر كذلك، لماذا لم يعرفوا بذلك؟
    ربما كان ممّا ساعد على تصديق القائلين إن <<القاعدة>> و<<طالبان>> لم تكونا جديدتين ولا طارئتين على تهمة <<الإرهاب>> ولا على استهدافهما أميركا به. الاتهام ذاته كان قد سبق في عمليتي التفجير اللتين تعرضت لهما سفارتان أميركيتان في شرق أفريقيا. بدا الاتهام الجديد كأنه
    استطراد لحديث سابق. لكن الفعل الأميركي الذي ترتب على الحديث الموصول، اختلف كثيراً عن الفعل الذي أعقب حديث البداية.
    بعد حادث السفارتين، حلقت طائرات أميركية فوق أفغانستان وقصفت مواقع وصفت بأنها <<معسكرات تدريب للقاعدة>>. ولم يُعرف شيء عن نتائج القصف. هل كانت له نتائج؟ هل كان قصده فعلاً الرد على الحادث؟ هل كان رداً يليق بقوة دولية كبرى، فريدة السطوة في التاريخ، وقع على سيادتها عدوان مشهود؟ أم أن الرد لم يكن رداً؟ أكان مجرد إبلاغ رسالة في سياق صراع دائر بين طرفين يفهم كل منهما الآخر؟ هل كان تفجير السفارتين والرد عليه رسالتين متبادلتين في سياق تفاوض متعثر؟
    بعد إعلان <<القاعدة>> فاعلاً أصلياً و<<طالبان>> شريكاً متواطئاً، أبلغنا أسماء الفاعلين.
    أدوات التوصل إلى أسمائهم كانت بسيطة ومنطقية: روجعت قوائم أسماء ركاب الطائرات التي اختطفت. التقطت من بينها الأسماء <<ذات الجرس الشرق أوسطي>> حسب التعبير الأميركي، ثم أعلنت الأسماء باعتبارها يقيناً أسماء الفاعلين. رجح صدق الحدس. أخفت مصادفة رجحان صدق الحدس ما ينطوي عليه الحدس نفسه، ما ينطوي عليه منطقه، ما تنطوي عليه <<بداهته>> الظاهرية من تحيّز مسبق، بل مبيّت. تحيّز عنصري؟ ثقافي؟ <<حضاري>> بمفهوم هنتنغتون؟ تحيّز خلاصته أن العنف، خصوصا العنف الأعمى، لا يأتي إلا من <<هؤلاء>>. أم أنه استخلاص منطقي وتلقائي من سجل تاريخ العنف المعاصر؟ ألا يمكن استخلاص الشيء نفسه من حادثة إطلاق غاز <<السارين>> في محطة قطار الأنفاق بطوكيو في اليابان؟ ألا تذكّر طائرات 11 سبتمبر بطائرات <<الكاميكاز>> اليابانية في الحرب العالمية الثانية؟ ألا يمكن استخلاص الشيء نفسه من مثل حادثة ماكفي في أوكلاهوما في الولايات المتحدة ذاتها؟ وقد سبقها كثير مثلها ولا يتمنى أحد أن يأتي شيء من قبيلها بعدها؟ وحوادث القتل الجماعي في المدارس الأميركية والألمانية؟
    لكن الحدس قد رجح صدقه على أي حال. (إلى أن كوّن تسعاً من جثث الفاعلين المزعومين لم يظهر لها أثر وأن الجثث العشر الأخرى لم يتقدم أحد لاستلامها رغم إنكار الأهل المكلومين ضلوع أبنائهم، أو تأكيداً لهذا الإنكار، عزز رجحان الحدس).
    لكن رجحان صحة الحدس لا ينفي أنه مصادفة.
    حتى أشرطة الفيديو التي توالى حصول محطة تلفزيونية عليها، بما فيها الشريط الأخير الذي <<يظهر فيه الخاطفون وهم يتدربون في قندهار>>، كلها <<أدلة ظرفية>> على أفضل الأحوال.
    هل يصمد أي منها أمام محكمة؟ لم يتساءل أحد.
    أم أن في المسألة خبئا؟
    هل كانت واشنطن على علم بما ينتظرها وتركته على هوله يحدث، لأن حدوثه يحقق لها أغراضاً؟ احتمال صعب، لا يعززه ارتباكها في الساعات الأولى التي أعقبت الحدث. لكن، أليس وارداً أن يكون <<الذين علموا>> كانوا فريقاً في المؤسسة السياسية الأمنية الأميركية، ارتأى حصر المعلومات بدائرته، لأن من مصلحته وقوع الحدث ثم استثماره لما يريد؟ خصوصاً أننا نرى بأمهات أعيننا كيف يستثمر الحدث في السياسة، بل وفي المعنى الفج للاستثمار؛ تلك العقود للصناعة العسكرية بعشرات المليارات من الدولارات؟ أليس مثل هذا وارداً في <<علم إجرام الدول>> ورجالها؟
    هل بدون أجوبة هذه الأسئلة وأمثالها نكون قد عرفنا حقيقة ما حدث؟
    غداً: عواقب الحدث
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة مروان1400, 15-03-2024, 06:34 AM
ردود 2
22 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة مروان1400
بواسطة مروان1400
 
يعمل...
X