إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كيف يذلّ أطفال جنين "الميركافا" هذه الأيام ؟!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف يذلّ أطفال جنين "الميركافا" هذه الأيام ؟!!

    جنين – تقرير خاص :

    حين كان الممثلون على خشبة المسرح في العصور الوسطى لا يؤدّون أدوارهم كالمعتاد أو بالأحرى لا يضحِكون الجمهور ، كان المشاهدون عادة ما يقومون بقذف الممثلين و هم على خشبة المسرح بالطماطم ، أو الخضراوات الفاسدة أو ما تيسر من النفايات ، و تعتبر هذه عادة معروفة في ذلك العصر ، أما في أيامنا هذه فقد قرّر أطفال جنين أن يقذفوا الجنود الصهاينة و دباباتهم بما تيسر من تلك الخضراوات الفاسدة من البطاطا و البندورة و الشمام كلما رفع نظام منع التجوّل عن المدينة ، و قد شاهد العالم كله في الآونة الأخيرة صورا لهؤلاء الأطفال و هم يقذفون الدبابات بالخضراوات و أحيانا يصعدون عليها في شوارع جنين ...

    ما بعد العاشرة من صبيحة كل يوم يخرج هؤلاء الصبية من منازلهم و أعمارهم تتراوح بين الخامسة و العاشرة لا أكثر ، و يتوجّهون إلى شارع أبو بكر أو منطقة الدوار و يكمنون بين العمارات و أزقة المحلات ، و ما إن تطل دبابة من أول الشارع و قد اعتلى فتحتها جندي حتى تبدأ الخضراوات الفاسدة تنهمر عليه كالمطر ، و عندها يبدأ بتشغيل رشاش الـ 500 ملم ، فهو سلاح الردع لحبة الطماطم إن صحّ التعبير ، و ببراءة الطفولة تغمر الفرحة وجوه هؤلاء الصبية بعد أن يفعلوا فعلتهم حتى أنهم لا يهربون من مواقعهم بل إنهم يركضون خلف الدبابة و هم يقذفونها إلى آخر الشارع ، يفرحون بذات الطريقة التي يفرح بها أطفال في أماكن أخرى يلعبون في مثل هذا الوقت العاب الأطفال المعروفة .

    إن لحظة التألّق لدى هؤلاء الصبية عندما يقذفون الجنود هو أن يقوم هؤلاء الجنود بإطلاق النار ، عندها يشعر هؤلاء الأطفال بأنهم قد تمكنوا فعلا من استفزاز الجنود و هو مبتغاهم ، إذ إنهم لا يستطيعون حمل السلاح و الانقضاض عليهم ، كما أن أعمارهم لا تسمح لهم بالانخراط في صفوف المقاومة ، لذا فهم يعرفون أن أكثر ما يمكنهم فعله هو إغاظة هؤلاء الجنود و إرباكهم ، و هو ما عبر عنه الطفل محمد السعدي الذي قال إنه قذف الجندي بالشمام حتى يستفزه ليطلق النار ، إنهم أطفال يعرفون كيف يصنعون لحظة الانتصار .

    أما على صعيد الأطفال الذين تجاوزوا العاشرة من العمر ، فإنهم لا يرضون أن ينزلوا إلى مستوى قذف الدبابات بالخضراوات و النفايات ، بل إنه من الشائع جدا بين صفوفهم هذه الأيام انتشار ظاهرة الأكواع "و هي العبوات الناسفة المحلية الصنع ، الصغيرة الحجم التي تقذف على الجنود أو آلياتهم العسكرية" ، حيث يتم الحصول على هذه الأكواع إما من مخلّفات معركة مخيم جنين قبل عدة أشهر و هي تعدّ بالآلاف منتشرة هنا و هناك ، أو عن طريق تصنيعها .. حتى أن البعض من صغار السن قد اتخذها حرفة ، إذ يقومون بتصنيعها و بيعها ، و يصل متوسط سعر الكوع في بعض الأحيان في منطقة جنين إلى 30 شيقلا - أي ما يعادل ستة دولارات – .. و من المشاهد المألوفة بكثرة أن تجد مجموعة من الأطفال واحدة منتشرة هنا و أخرى هناك ، و أفرادها يحملون في أيديهم هذه الأكواع و يقذفون بها الجنود و آلياتهم ، حتى غدا رمي هذه العبوات على الصهاينة أمرا روتينيا طبيعيا يتجرّعه الصهاينة بشكل يومي و يؤدّي في بعض الأحيان إلى إصابات في صفوف الصهاينة أو إعطاب أجزاء من الدبابة قد تعيقها عن الحركة و ما إلى ذلك من إرباكٍ للصهاينة ..

    يوم شاهده العالم :

    أطفال في كل مكان ما بين الطريق المؤدي من مخيم جنين إلى دورا المدينة ، و الصحافيون يكمنون في كل زقاق ليصوّروا هذه الظاهرة الفريدة بعد أن سمعوا عنها الكثير ، و ما هي إلا برهة من الوقت و إذ بدبابتين و قد قدمتا من حرش السعادة لإعادة فرض نظام منع على المدينة بعد الظهيرة ، و بكل تناسق بين هؤلاء الصبية يعتلي عدد منهم الدبابة الأولى ، و يعتلي قسم آخر الدبابة الثانية ، و يقوم أحد الصبية بفتح فوهة الدبابة العلوية و هي تسير و يلقي الزبالة على رؤوس الجنود بداخلها و من ثم يغلق الفتحة ، و طبعا الجنود في الداخل لا يجرؤون على فتح الفوهة خوفا من أن يتعرّضوا للأذى من هؤلاء الصبية ، و ما بين دقيقة و أخرى يفتح أحد الصبية الفتحة و يلقي بالزبالة على الجنود ، و هؤلاء لا يحركون ساكنا إذ إن الرشاش المنصوب في مقدمة الدبابة لا يستطيع إطلاق النار على من عليها ، كما أن الدبابة الخلفية أيضا لا تستطيع إطلاق النار على الدبابة الأولى ، و الفرحة تغمر وجوه الصبية ، و يكتمل المشهد حين يقوم الصبية الآخرون الموجودون على جنبات الشوارع بقذف الدبابة بحاويات النفايات كلما مرت "الميركافا" بجوار واحدة منها ..

    المشهد الذي بثته حينها معظم محطات التلفزة قبل أسابيع ليس حدثا عابرا لهؤلاء ، بل هو عادتهم اليومية التي غدوا لا يحيدون عنها ، فهل سيجد هؤلاء قريبا طريقة مناسبة لإلقاء الزبالة على طائرات "الأباتشي" !!! .

    المشهد رائع و يذكرنا كيف كان الصبية يلعبون سابقا اللعبة الشعبية "البنانير" حيث كان يحمل كل طفل حفنة منها في يديه و يذهب إلى أقرانه ليباريهم ، اليوم لم تختلف اللعبة ، فقط الوسيلة و الهدف ..

    إن المتخيل لهذه المشاهد عليه ألا يرسم صورة في ذهنه لهؤلاء الأطفال على أنهم خرجوا إلى ما خرجوا إليه و قد لبسوا أحسن الثياب ، أو أن أحذيتهم فاخرة أو جيدة على الأقل ، أو أن في جيب كثير منهم بعض النقود المعدنية ليشتروا بعض الحلوى أو "البوظة" من بقالة الحارة مثلا ، فبعضهم يخرج و قد يكون تناول طعام الإفطار أو لا ، أما الآخرون فعدا عن كون ثياب كثير منهم مهترئة ، فإن أحذيتهم أيضا قد أحدث فيها فتحات للتهوية ، أما إن دخلنا في التفاصيل ، فلا بد إن قسما كبيرا منهم قد فقد عزيزا له في هذه الأحداث ، ما بين شهيد أو معتقل أو جريح ، و ربما يكون الأب بين جنبات قبر أو سجن تحت سياط الجلاد ..

    إن من ظنّ أنه قد دفن المقاومة تحت أنقاض مخيم جنين ، أو انطلت عليه حيلة هذه القوة الواهية ، أو اعتقد أنه يستطيع الآن أن يمرّر اتفاقاته المذلة دون رادعٍ من أحد ، عليه أن يتذكر جيدا أن هؤلاء الصبية لا يتجاوز عمر أكبرهم الثانية عشرة !!! ..
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة مروان1400, 15-03-2024, 06:34 AM
ردود 2
22 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة مروان1400
بواسطة مروان1400
 
يعمل...
X